أحمد الطرموم: سمُّ النحل دخل عالم التجميل والعلاج

يصعب على النحل الاستيطان في الكويت الصحراوية لذا نستورده من الخارج
أحمد الطرموم: سمُّ النحل دخل عالم التجميل والعلاج
">أجرى الحوار جاسم عباس

الرعيل الأول في الكويت تخضرموا فترتي ما قبل النفط وما بعده، فقاسوا من الاثنتين وذاقوا حلاوتيهما، عملوا وجاهدوا وتدرجوا، رجالا ونساء، الى ان حققوا الطموح او بعضا منه. ومهما اختلفت مهنهم وظروفهم فان قاسما مشتركا يجمعهم هو الحنين الى الايام الخوالي. القبس شاركت عددا من هؤلاء الافاضل والفاضلات في هذه الاستكانة الرمضانية.


في مستهل لقائنا مع احمد محمد عبدالله الطرموم، المتخصص في العلاج بالطب البديل (تخصص العلاج بالنحل)، ومساج العسل، ومعالج معتمد بالتحفيز الذاتي، وبالتنويم الايحائي، والطاقة حدثنا عن العسل فقال:
عرف العسل في الكويت منذ القدم عن طريق تجار البحر الكويتيين الذين كانوا يترددون على ايران والهند وافريقيا وايضا العراق، وهذه الدول ثبتت معرفتهم بالعسل واهميته وكان الكويتيون يطلقون عليه كلمتين: عسل وشهد، ويقولون عن الشهد الذي يجلبونه بالشمع، وفي الحقيقة هم اشتقوا كلمة شهد من الترجمة الفارسية للعسل، لان الايرانيين لا يقولون «عسل» بل يقولون «شهد».. ومنها اخذ الكويتيون هذه الكلمة واضافوها الى العسل.

منافع العسل

وقال الطرموم: العسل من أفضل العلاجات للسعال، والمتعلمون والدارسون من الاجداد كانوا ينقلون لأهالينا ما في امهات الكتب والتاريخ، فقالوا ان ابن سينا في كتابه «القانون في الطب» ذكر ان العسل ينقي الصدر، وينفع اصخاب البلغم، والامزجة الباردة والسعال الناتج عن البلغم... كذلك اكدت دراسة طبية حديثة ان العلاج التقليدي يمنع الاطفال المصابين بالسعال ملعقة عسل يترك بالفعل الاثر المتوخى منه، ويساعدهم على النوم دون مصاعب، وذلك بمعدلات تفوق بصورة واضحة الادوية المركبة الحديثة، وكانوا ومازالوا، والعلم اثبت ايضا ان خلطة بملعقة واحدة من العسل وملعقة صغيرة خل التفاح في كوب صغير يستخدم قبل النوم.
قال: نحن مثل السلسلة حلقات متصلة بعضها ببعض لا يمكن فصل الحلقات عن بعضها، هكذا كان الآباء والاجداد يتعاملون مع العسل، ويرجعون الى العلماء وخبرة الاولين.

غذاء وعلاج

اضاف: كان العسل للآباء والاجداد غذاء وعلاجا، ويستندون الى قوله تعالى «يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس» (سورة النحل)، نستخلص من هذه الآية الكريمة مدى العلاج المتواجد في العسل وكيفية شفائه للكثير من الامراض والتي اثبت العلم ان العسل من افضل الادوية الطبيعية على الاطلاق للكثير من الامراض الجلدية والباطنية.
وقال: في كثير من مستشفيات العالم المتقدم يستخدمون العسل في علاج الجروح المعقدة والصعبة كجروح مرضى السكر وغيره وفي الجروح بعد العمليات وفي التقرحات الفراشية، والعسل من افضل العلاج للحروق، وفي الكويت ايضا كان ومازال يستعمل في مستشفى البابطين للحروق وفي مستشفى الولادة لعلاج جروح عمليات الولادة القيصرية، وكانوا يستعملونه في محاربة التعرق لانه قاتل جيد للبكتيريا الناتجة عن التعرق، وهو يعمل كمضاد حيوي جيد جدا في قتل كل انواع الفيروسات والبكتيريا والفطريات والطفيليات تقريبا وعليه يمنع الروائح السيئة التي قد يتسبب العرق في ظهورها بالاجسام، ويمكن وضعه في كل الثنايا التي يمكن ان يكثر فيها العرق كالإبط، وتحت اثداء النساء وبين الفخذين وهكذا.. وهو مزيل جيد للروائح غير المرغوبة.

الكويتيون والعسل والتمر

وقال الطرموم: كان يقول الآباء والاجداد ان «التمرة ما يضرها اللاحوس»، ويتندرون بهذا المثل ويضرب على بعض الناس في بعض المواقف.. ولكن العسل فعلا متى ما حفظ بشكل جيد عن الرطوبة لا يضره امر خصوصا بعد تبلوره، لان التبلور بالنسبة للعسل هو المرحلة التي يحفظ بها العسل لآلاف السنين دون أن يتضرر، والدليل على هذا المومياء التي وجدت لطفل مدفون في العسل المتبلور من أيام الفراعنة، والتي وجدت قبل ما يقارب 20 سنة وحللت في فرنسا، ووجدوا أن الطفل كأنه لم يمت إلا من أيام قريبة جداً لما للعسل من مواد حافظة حفظت جثة الطفل.
وقال: الأولون من كبار السن الذين يعملون لساعات طويلة كانوا يأكلون العسل فتجدهم يتنشطون ويحمون أنفسهم من الأمراض، وكانوا على علم من القرآن الكريم، والأحاديث الشريفة بأن العسل غذاء جيد ومنظم غذائي ممتاز لوظائف الجسم بشكل عام، وآباؤنا كانوا يحتفظون به طويلاً لأنه لا يتغير، ويمكن الاحتفاظ بالعسل لآلاف السنين، وكانوا يعتقدون انه مقوٍ ومنوم ويساعدهم على تهدئة الأعصاب والنوم الهادئ، وبعد هذه السنوات الطويلة قام الدكتور أبان بول في جامعة بنسلفانيا بدراسات وإثباتات علمية بأن العسل يهدئ الأعصاب ويحارب الأرق.
وقال الطرموم: الأولون يضعون العسل بالحليب بدل السكر بعد أن يبرد لعلمهم ان العسل إذا وضع على المشروبات الساخنة فهذا خطأ، لأنه تتكسر معظم مكوناته، وكان الكويتيون الأولون من عشاق شمع النحل خاصة العسل الإيراني، وكانوا يقولون ان هذا عسل بشهده.
أضاف: ان بلدي الكويت صحرواية وشحيحة الأمطار، وبناء على هذا الكلام كان يصعب على الناس وعلى النحل بذاته أن يستوطن الكويت ويبني خلايا، فلذا كان يستورد من الخارج، ولكن الكويتي ما كان غافلاً عن فوائد العسل، وكان دائماً ينصح نفسه وأولاده ومحبيه «عليكم بالعسل». ورغم قلة الدعم فانه كان يوفر هذا الغذاء لأبنائه، وذلك أسوة برسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، حين قال: «الدواء في ثلاث، شربة عسل وشربة محجم، وكي بنار»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إن كان في شيء من أدويتكم خيرٌ ففي شَرْطَة. م.حْجمٍ، أو شربة. عَسَلٍ، أو لَذعةٍ بنار تُواف.قُ الداء، وما أح.بّ أنْ أكتويَ».
قال: كانوا يستفيدون من شمع النحل في علاج تسوس الأسنان والتهاب الفم والأذن، وبعد سنوات اكتشفت في إحدى مناطق إيطاليا جمجمة حجرية منذ 6500 سنة وبعد تشريحها وجد أن هناك أسناناً فيها عولجت بالبروبليس وشمع النحل، وإذا شعرت بآلام في الأسنان عليك بشمع النحل.

سم النحل

وقال أحمد الطرموم: يخرج سم النحل الذي نعالج به كثيراً من الأمراض من الغدة السمية الواقعة في عقب النحلة، وله وقت معين يكثر فيه أو يقل، لأن الغدة السميّة تتكون في عمر 15 يوماً بالنسبة للنحلة، وأنا المتخصص بعلاج المرض بسم النحل، وبعد التجارب الطويلة والدراسات التي قمت بها في المعاهد الألمانية والمصرية والتايلندية والماليزية والهندية، وأنا أيضاً عضو وباحث في كثير من هذه الجمعيات التي تخصصت بعلاج الأمراض بسم النحل، أقول عالجت الأمراض الجنسية والخشونة والإنزلاقات الغضروفية والغدد، والأمراض الجلدية من أمراض الأكزيما والصدفية وخلافه من الالتهابات الجلدية والترهلات والتجاعيد، وأصبح اليوم سم النحل يدخل في التجميل بشكل عام، وهناك الكثير الكثير من العلاجات التي تقوم بها منتجات النحل بشكل عام، وسم النحل بشكل خاص، في علاج الكثير من الأمراض. وهناك الأطباء في تلك المعاهد يعالجون بسم النحل، وأقول ان اللدغ الطبيعي عند الأفراد ذوي الحساسية مغامرة، لأن سم النحل مثله مثل بعض المضادات الحيوية، متى ما أخذ من دون دراسة وعلى أيد غير متخصصة في هذا المجال يمكن أن يسبب الوفاة.

مهندس ملسوع

أضاف: وانا رأيت احد الاخوة النحالين في الكويت وهو المهندس وليد التطاوي، قد اخذ من اللسع ما لا يحصى في وقت واحد ولم يصبه اذى من فضل الله، وايضاً المهندس معزي الرشيدي كذلك اخذ الكثير من اللسع من النحل ولم يصبه ايضاً اذى، وكذلك رأيت في المملكة العربية السعودية السيد عبدالعزيز اللجبران قد لسع بأكثر من 500 نحلة في الوقت نفسه ولم يصبه اذى، ونحن النحالون ومعالجون بالنحل وسمه ماضون بالقضاء على الغدة الدرقية والضعف الجنسي لدى الرجال والنساء، والتجاعيد وضغط الدم، وداء السكري، والدسك.
اضاف: وصلنا الى المفاصل وخشونتها ومشاكل الاكتاف، والضمور العضلي للكبار (الشفاء بفضل الله 95%) والإم إس 98%، بالعسل وسمه وشمعه عالجنا الشلل النصفي، وضعف العصب السمعي، والبصري، وتكيسات المبايض، وضعفها، والاكزيما والصدفية والبهق والنفق الرسغي والاصبع الزنادي، وحتى سرطان الثدي عولج في معاهد العالم بواسطة العسل وسمه، وسرطان الغدة الدرقية والبروستاتا، امراض لا تعد يتعرض لها الانسان، ولكن بالعسل الوانا مختلفة للشفاء، وذكر في القرآن الكريم «يخرج من بطونها شراب مختلف الوانه فيه شفاء للناس، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون».
وعن النبي (صلى الله عليه وسلم) «من لعق من العسل ثلاث غدوات كل شهر لم يُصبه عظيم البلاء».
اضاف: حتى تقرحات القولون والمعدة والالتهاب العصبي وحموضة المعدة وزيادة كهرباء المخ ونقص الاوكسجين، ونقص في نمو بعض حالات الضمور العضلي، وحالات كثيرة بفضل الله تعالى وبفضل العسل وسم النحل الذي ذكر وروي، وتحدث الكثير عن الحالات التي تم علاجها عندنا في الكويت وغيرها، والعسل بديل من الآفات الكيميائية التي تدخل اجسامنا مع العقاقير التي نتناولها لعلاج حالات معينة، والعسل هو «الصحة الخضراء» حيث يضمن اجسامنا باذن الله تعالى.

النحلة من غير العسل

قال الطرموم: تنتج النحلة الكثير من المنتجات المفيدة جداً للانسان منها: البروبليس وهو صمغ النحل، العكبر وهو محارب لكل انواع البكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات، وتنتج النحلة غير العسل حبوب اللقاح المغذي وهو منشط ومقو عام للكثير من الامراض والمشاكل العصبية، وتنتج الغذاء الملكي الهلامي المنشط لخلايا الجسم، وشمع النحل علاج ممتاز للجيوب الانفية وامراض اخرى، واخيراً سم النحل، وهو يعد ترياق اليوم في كثير من المراكز العلاجية لاحتوائه على العديد من العناصر العلاجية العجيبة في علاج وتسكين الكثير من الامراض والآلام، واما غذاء ملكات النحل الذي يسمى بالهلام الملكي Royal Jelly اثبتت الدراسات في جامعة اوكلاند في نيوزيلاند بأن الغذاء الملكي يعالج مرض الذئبة الحمراء بشكل جيد، اذا استعمل بالشكل الصحيح، ومفيد للبشرة ومنشط جنسي ومقو عام، ويجب ان لا يؤخذ الا باشراف طبيب أو متخصص، ويقال ان صمغ النحل من شجرة الصفصفاف التي تكثر في الكويت ومن الصنوبر وابو فرة، وايضاً من الكثير من الاشجار والنباتات التي يزورها النحل.


أحمد الطرموم يعالج أحد المرضى بسم النحل

جريدة القبس الكويتية 2013.07.17