فولك ستوديو مكرس لتربية النحل في التقليد البلغاري

فولك ستوديو مكرس لتربية النحل في التقليد البلغاري


اشتهر العسل منذ القدم بصفاتها الغذائية العالية وأصبح بذلك جزءا من حياة الشعوب الذين استوطنوا مصر والهند والصين.
وهناك معلومات وأدلة تاريخية بأن هذه الصفات كان يعرفها الحضارات القديمة في بلاد الرافدين وسومر وآشور، بينما وصفه في اليونان القديم كـ"طعام الآلهة" وكان سماه المعالجون والفلاسفة بتسمية "شراب الشباب".
واستعمله قبائل الهنود الحمر خلال الألف الساادس قبل الميلاد كطعام وداء.
أما في أراضي بلغاريا فالشعب البلغاري كان يعرف العسل أيضا وأنشأ تقليدا خاصا له في مجال تربية النحل. سنقدم لكم اليوم في الفولكستوديو المعد على يد ألينا بيزوفسكا بعض خصائص تربية النحل في التقليد البلغاري.
تربية النحل من بين الحرف التقليدية البلغارية في طل مناطق البلد.
ونعرف من أعمال العلماء والرحالين بأن تربية النحل كان معروفا في أراضينا قبل تأسيس الدولة البلغارية، عام 681.
وكانت القبائل السلافيية التي استوطنت هذه المناطق قبل مجيئ البلغار تجمع العسل من النحل البرية.
وفيما بعد طورت تقنية خاصة لتربيتها في خلايا.
ولاحقا أضاف البلغار الذين كان يرأسهم خان أسباروخ عند استوطانهم لشبه جزيرة البلقان مهاراتهم المرموقة في مجال تربية النحل والتي كنوا قد مارسوا قبل ذلك.
وخلال القرون الوسطى ذكر علماء التاريخ الأجانب ومن بينهم أبو حميد بأن بلغاريا كانت تطور علاقات تجارية بجنوة وبيزنطا والبندقية ووردت بين البضائع المصدرة من البلغار الكميات الكبيرة من العسل والشمع، حيث كانت تُعتبر بلادنا ذاك الوقت كإحدى أكبر منتجي العسل.
ولا يختلف تكنولوجية التي استعملها البلغار حتى أوائل القرن العشرين بكثير عن التكنولوجية في أيامنا ولو تطورت اليوم المعدات المستخدمة لهذا الغرض.
والمعروف أن خلايا النحل المستخدمة كانت تشبه شكل الخروط.
ولصناعتها تم استخدام ساق الظيان الأبيض وفروع شجرة الصفصاف والكرمة.
وبعد صوغ الخلية أتى دور وضع طبقة رقيقة من التين والسماد الحيواني على جدار الخلية الداخلية لتأمين النحل في الظروف الجوية الشتائية السيئة.
وإذا انخفضت درجة الحرارة بحدة فوُضعت على الخلايا أغطية من القش.
فترة التطريد والإحلال عند النحل عبارة عن وقت تنفصل من الأسرة مجموعات جديدة وتحل في الربيع وتدوم أثناء الصيف.
عادة تنفصل المجموعات الجديدة من النحل إلى أجواف شجرة.
ويضع النحال كميات قليلة من العسل في خلية جديدة لكي يجذب النحل إلى الدخول إليها.
هذه الظواهر التي يمكن رصدها لدى النحل تم إدراجها إلى الفولكلور البلغاري، حيث وصف اللشعب أعمال النحل بطريقة لطيفة تدل على احترامه بهذا الحيوان المجتهد، كما وأدرجه في علم تفسير الأحلام.
وإذا حلم المرء نحلا تجمع وتصنع عسلا فإنه سيتلقى في المستقبل الثروة وسيتمتع بالحياة الطيبة والرفاهية.
وإما رأى في منامه فروع شجرات يابسة وأزيو النحل فليس هذا بمنام ينتأ بالخير والسعادة.
يتمتع تطبيق منتوجات العسل في الطب والعلاج التقليدي البلغاري بتنوع كبير جدا.
ويُعتبر أن العسل يقوي الجنسية عند الرجال وتعزز مناعة الجسد.
وتكثر في الطب التقليدي والوصفات العلاجية حيث أُستعمل هذا الثروة الطبيعية ومنتوجاتها ولا سيما الدنج بقوته الساحرة والذي يسميه الأطباء بـ"مضاد حيوي طبيعي".

اذاعة بلغاريا نُشر الأحد 3 شباط 2013 12:00 ص

www.facebook.com/apicole