النحل بين الإنتاج والاستثمار بكينيا

النحل بين الإنتاج والاستثمار


لنحل وعلى وجه التحديد ربما لم يكن الأول في الفكرة التي تتبادر إلى الذهن عند التفكير في التخفيف من حدة الفقر من خلال مساعدة آلاف المزارعين في المناطق الريفية في شرق إفريقيا.

على مدى السنوات الإثنا عشر الماضية وضعت المنظمة الكينية للعناية بالأعمال الاجتماعية والعسل في إفريقيا نموذج مبتكر للمزارعين ذوي الدخل المنخفض لكسب المزيد من المال بسهولة من خلال إنتاج العسل.


وهذه الحزمة المبتكرة من الخدمات تعطي المزارعين كل ما يحتاجونه لبدء إنتاج العسل فتقدم خلية نحل، والمعدات، والتدريب، وصيانة الخلية، فخلية نحل بسيطة تتطلب 1 متر مربع من الأرض ومن ساعتين إلى ثلاث ساعات عمل في الشهر، ويمكن للمزارعين كسب نقود إضافية من إنتاج العسل.

نذكر أن عسل النحل يعد نقطة جذب استثماري للمزارعين الذين يعيشون في المناطق الريفية الصغيرة كما أن العسل مصدر مستقر نسبياً وسهل على المزارعين في الاعتماد عليه كمصدر هام للدخل، فقد تم خلق سلسلة من التوريدات الحديثة التي تربط الأسر الريفية الفقيرة في شرق إفريقيا بالأسواق العالمية للعسل.

والفكرة تأتي في الوقت المناسب فالطلب العالمي على العسل يتجاوز باستمرار العرض، ومع اختفاء مستعمرات في الولايات المتحدة وأوروبا، كما أن العسل النقي أصبح شديد القيمة ومكلّف، فسعر العسل في الولايات المتحدة آخذ في الارتفاع ليصل المعدل إلى أكثر من 6٪ سنوياً، وعلى صعيد السوق العالمي من المتوقع أن يصل إلى 12 مليار دولار بحلول عام 2015.

فالعسل يحمل من السحر الكثير ومنذ آلاف السنين استخدم لقيمته الطبية، فهو مضاد للميكروبات والجراثيم ومطهر ومضاد للالتهابات والفطريات، ففي شرق إفريقيا هناك الكثير من النحل القادر على تلبية الطلب المتزايد ولكن يبقى العديد من المزارعين في المناطق على الطريقة التقليدية في تحصيل العسل مما يجعل جودته منخفضة وكمياته أيضاً، فمثلاً عندما يأتي وقت الحصاد للعسل يقوموا بتجميعها في زجاجات عصير الفواكه القديمة .

نجد هنا أن المنظمة الكينية للعناية بالأعمال الاجتماعية والعسل في إفريقيا تحاول جعل هذه العملية أكثر كفاءة فهي توفر حزمة من خليتي نحل ب 50 دولار وتشترك مع مؤسسات الإقراض متناهية الصغر وبنوك التمويل المحلية الصغيرة لمساعدة المزارعين في الحصول على قروض لشراء الحزمة،ويستطيع المزارعون الحصول على 175 دولار في السنة من خليتي نحل مما يجعل العائد من هذه الاستثمارات كبير.


وقد وجدت أيضاً المنظمة وسيلة لمساعدة هؤلاء الناس الذين يخافون من النحل من خلال توظيف نحالين بدوام كامل داخل القرى لإدارة الخلايا الفردية للمزارعين وهذه خدمة أو مكافأة مضافة لهم، فالنحل فوائده لا حصر لها فمثلاً التلقيح من النحل يساعد فعلاً على تحسين غلة المحاصيل بنسبة من 15 إلى 30 % مما يزيد من الدخل.

والفائدة الأكبر من النحل في كينيا استخدامه كما سبق وذكرنا كاستثمار لجعل الأسر قادرة على دفع تكاليف الرسوم المدرسية، والفواتير الطبية، وزيادة المحاصيل في أراضيهم والاستثمار في الثروة الحيوانية أكثر أو خلايا النحل.


والابتكار الأحدث هو عمل قاعدة بيانات وتطبيق على الهاتف الذكي لمتابعة خلايا النحل الذي يسمح لأسطول من الفنيين تفقد تربية خلايا النحل والدخول على البيانات المباشرة للمزارعين وخلايا النحل والعسل والحصاد كل ذلك من خلال تطبيق على الهواتف الذكية لسامسونج.

لابد من استغلال كنز كبير وهو النحل فقد بات استثماراً مربحاً بل ويضمن دخل يتزايد لأن قيمة العسل النقي تتزايد لندرتها ..

تحرير : نهى حمد بتاريخ :18-01-2013
www.facebook.com/apicole